بالنسبة للأرجنتين، إفريقيا قارة زاخرة بالفرص وفضاء لتعاون مثمر

أجمع دبلوماسيون معتمدون في الأرجنتين ومحللون سياسيون دوليون على أن إفريقيا هي “قارة الفرص” بامتياز، وذلك بفضل وفرة مواردها ودينامياتها الديموغرافية وإمكانات نموها، على وجه الخصوص.

وخلال ندوة نظمها المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، أول أمس الثلاثاء، أكد المتدخلون على الاهتمام الذي تحظى به القارة الإفريقية، ليس فقط من قبل القوى العالمية الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى الصين، ولكن أيضا من جانب الاقتصادات الناشئة.

كما شددوا على أهمية الاستفادة من العلاقات متعددة الأبعاد للأرجنتين مع الدول الإفريقية للمضي قدما في تعميق التعاون الثنائي على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وتوقف المتدخلون عند القيم الثقافية والاجتماعية التي تتقاسمها الأرجنتين والدول الإفريقية والتحديات المشتركة التي يتعين على الطرفين مواجهتها. ويتعلق الأمر بتحديات التنمية المستدامة، وضخ دينامية في التبادلات التجارية، ومكافحة التغيرات المناخية.

كما أكدوا أن إفريقيا وأمريكا اللاتينية مدعوتان لتوحيد جهودهما وإمكاناتهما لجعل جنوب المحيط الأطلسي فضاء للتعاون الواعد والازدهار المشترك.

وفي هذا الصدد، أبرز سفير المغرب في الأرجنتين السيد يسير فارس ، الاهتمام “اللافت” بالقارة الإفريقية من قبل شركائها الدوليين، موضحا أن أنظار القوى العالمية مشدودة الى القارة، وهي في تنافس دائم من أجل تقديم المساعدة أو القروض أو إقامة شراكات ثنائية مع الدول الإفريقية.

واستعرض الدبلوماسي المغربي مختلف صيغ التعاون المقترحة لفائدة الدول الإفريقية من طرف عدد من القوى العالمية، ولا سيما “الشراكة رابح-رابح” التي اقترحتها الصين في إطار توجه حكومي إرادي واضح المعالم.

كما أشار إلى صيغ أخرى من قبيل “الشراكة فرنسا-إفريقيا”، “والكومنولث”، و”التعاون الياباني-الإفريقي” (تيكاد) بالإضافة إلى الشراكات التي تروج لها تركيا والبرازيل والولايات المتحدة وكندا وروسيا، وغيرها من الدول.

وسجل أن هذه الدول انتبهت إلى الفرص “التي لا حصر لها” لتعزيز الأعمال التجارية في إفريقيا، لا سيما في مجالات البنى التحتية، والبنوك، والبناء، والصحة، والتعليم، والطاقات المتجددة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات… إلخ. وتساءل السيد فارس في هذا الاطار، عن مدى “صدق” هذا الاهتمام بالقارة الإفريقية، و عما إذا كان مدفوعا حقا بالرغبة في مساعدة البلدان الإفريقية على الخروج من وضعية التخلف.

وشكلت هذه الندوة أيضا فرصة لمناقشة المشاكل البيئية في إفريقيا والأرجنتين، وسياسات الاندماج والهجرة، فضلا عن تثمين سوق الشغل.

كما ركزت المناقشات على قضايا التراث والقيم الإفريقية التي يمكن استثمارها لتعزيز التقارب بين الطرفين، فضلا عن سبل مد الجسور بين الأرجنتين وإفريقيا من أجل شراكة مثمرة تعود بالنفع على الطرفين.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...