تدبير أزمة (كوفيد-19) .. سفراء من أمريكا اللاتينية يدعون إلى الاستفادة من التجربة المغربية.

دعا عدد من السفراء من بلدان أمريكا اللاتينية المعتمدين بالمملكة، أمس الأربعاء بالرباط، إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تدبير جائحة (كوفيد-19).

وأكد الدبلوماسيون، المشاركون في ندوة افتراضية حول “العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأمريكا اللاتينية في زمن الجائحة”، نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، من خلال برنامج “ابن خلدون – كرسي أمريكا اللاتينية-إفريقيا”، أن تدبير المغرب للأزمة الصحية الناجمة عن (كوفيد-19) أتاح اكتشاف الإمكانات العملية للمملكة لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الجائحة، لاسيما فيما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي.

وأكد السفراء، في هذا الصدد، أنه على الرغم من التأثير السلبي القوي لهذه الأزمة الصحية، والتي أدت إلى تأجيل وتأخير عقد عدد كبير من الأنشطة واللقاءات الدبلوماسية، وتنفيذ العديد من الاتفاقيات الموقعة مع المملكة، فإن آفاق العلاقات بين المغرب وبلدان أمريكا اللاتينية تبقى واعدة، بفضل الزخم الذي أعطي لهذه الروابط في السنوات الأخيرة.

وبهذه المناسبة، أبرز السفير البيروفي، أليخاندرو غوردييو، أهمية الأنشطة البرلمانية وتبادل الزيارات بين المغرب ووفود بعض مجالس الشيوخ بأمريكا اللاتينية، مما ساهم، بشكل كبير، في تطوير العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الجانبين، لاسيما في المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي.

من جهته، تطرق ممثل السفارة البرازيلية بالرباط، إديسون لويز دا روزا جونيور، إلى الاتفاقية-الإطار للتبادل الحر التي ترغب دول السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور) والمغرب إبرامها في أقرب الآجال، بسبب الفرص الهائلة التي تتيحها لهذه الكتلة الاقتصادية وللمملكة، والتي تعتبر، بحسب الدبلوماسي البرازيلي، بوابة ليس فقط نحو إفريقيا، ولكن أيضا نحو أوروبا وخاصة نحو البلدان الناطقة بالبرتغالية.

من جهتها، سلطت سفيرة كوستاريكا، كارمن كلارامونت غارو، الضوء على تجربة المغرب في عدة قطاعات، لاسيما السياحة والبيئة والاستخدام السلمي للطاقة النووية، داعية إلى تبادل المعرفة والخبرة المغربية لتعميق التعاون بين الرباط ودول أمريكا اللاتينية.

بدوره، أبرز السفير المكسيكي والمدير العام لمعهد “ماتياس روميرو”، أليخاندرو ألداي، التعاون الأكاديمي والثقافي بين بلاده والمغرب، معربا عن اهتمام المكسيك بالتعاون مع المغرب على مستوى الأكاديميات الدبلوماسية، حول قضايا من قبيل الهجرة، والدبلوماسية الرياضية، وكذا المواضيع الراهنة ذات الاهتمام المشترك.

من جهته، أكد ليدي إرنستو رودريغيز هيرنانديز، نائب عميد المعهد العالي للعلاقات الدولية “راؤول روا غارسيا” الكوبي، على أهمية الاستفادة من إشعاع وروابط المغرب في إفريقيا لتعزيز التعاون ثلاثي الأبعاد أمريكا اللاتينية-المغرب-إفريقيا.

وأشاد بمبادرة مشروع بن خلدون التي تساهم في بحث سبل التعاون بين دول ضفتي المحيط الأطلسي وكذا بين المؤسسات العلمية والأكاديمية للجانبين.

وتهدف هذه الندوة إلى تحليل العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية في أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذا أهمية التعاون بين الجانبين، لا سيما على مستوى المؤسسات البرلمانية والمنتديات السياسية أو من خلال الشراكات الثقافية والاتفاقيات الاقتصادية.

ويتيح برنامج بن خلدون إبرز الدبلوماسية المغربية في علاقاتها الثنائية مع كل بلد من بلدان أمريكا اللاتينية، ولكن أيضا داخل المنظمات الإقليمية (أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي).

وتروم هذه المبادرة توسيع مجالات التعاون من أجل تعزيز صورة المغرب في أمريكا اللاتينية، والدفاع عن قضاياه الوطنية، وتحسين المعرفة بمجتمعات أمريكا اللاتينية من أجل تطوير تعاون ثقافي واجتماعي جديد.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...