كأس أوروبا 2020 ورهان الشروط الصحية لدخول الملاعب الإيطالية

بعدما أرجئت لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا، تنطلق كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020)، غدا الجمعة، بمباراة الافتتاح بين إيطاليا وتركيا، وسط إجراءات صحية تطبق على اللاعبين والمتفرجين على حد سواء وتثير التساؤل حول مدى تأثيرها على سير المباريات.

ولكونها مباريات غير عادية وتجري في ظروف استثنائية، تسمح السلطات الإيطالية، بدخول الجماهير بنسبة 25 في المائة إلى الملاعب، من بينها الملعب الأولمبي بالعاصمة روما، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 68 ألف مقعد، فيما سيستقبل 16 ألف متفرج، وذلك تنفيذا لشروط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا).

وتتمثل أبرز شروط دخول الملاعب الإيطالية للاستمتاع بمتابعة المباريات في تأكيد تلقي القاح المضاد لفيروس كورونا أو إجراء فحص سلبي لـ “كوفيد-19” خلال مدة لا تزيد عن 48 ساعة.

هذا علاوة على توفير وسائل النقل الآمنة التي تضمن تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وتعقيم كافة المرافق والملاعب التي تحتضن مباريات كأس أوروبا، بالإضافة إلى تواجد الفرق الطبية في الملاعب للتدخل في الحالات الطبية الطارئة.

أما بالنسبة للحانات والمطاعم التي ستكون مجهزة معظمها بشاشات كبيرة كما جرت العادة، فإنها ستسمح بعدد محدود من الزبائن في الداخل والخارج.

وإذا كان المسؤولون في الاتحاد الأوروبي ارتأوا عدم فرض إجراء اللقاحات على اللاعبين من أجل المشاركة في البطولة، فإن المنتخب الإيطالي لجأ إلى تلقيح اللاعبين الـ 33 قبل سفرهم إلى سيردينيا للانخراط في المعسكر التدريبي الخاص بمنتخب الأتزوري، بحسب بيان رسمي للاتحاد الإيطالي.

كما يتعين على هؤلاء اللاعبين الخضوع لفحوص للكشف عن فيروس كورونا كل أربعة أيام كحد أقصى ومبرمجة بحسب تنقلاتهم خلال البطولة القارية، والمحافظة على مسافة معينة وتفادي الزيارات والخروج.

ويعتبر استضافة الجماهير شرطا أساسيا لزيادة مداخيل بيع التذاكر، ولتكون البطولة أول احتفالية حقيقية منذ مونديال روسيا عام 2018 من دون رتابة الأبواب الموصدة في الملاعب، غير أن رفع هذا التحدي لا يقع على إيطاليا فحسب، إنما على الاتحاد القاري ككل لإنجاح هذا العرس الكروي.

ومن خلال مواجهة على أرضه “منتخبات تركيا، سويسرا وويلز تواليا في مجموعة أولى متكافئة، يأمل المنتخب الإيطالي في استعادة موقعه بين عظماء المستديرة، تعويضا لخيبة خسارته بعدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018.

وتشكل بطولة كأس أوروبا أول تحد للمنتخب الأزرق الشاب لإثبات صلابته وطموحه، بدءا من مباراة يوم غد التي تجمعه بتركيا، على أمل ذهاب أبطال العالم أربع مرات حتى النهائي وإحراز كأس أوروبا للمرة الثانية بعد عام 1968 على أرضهم.

وبعد إخفاقها في التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في 60 عاما، استعادت إيطاليا بريقها، بفعل تصفيات رائعة حققت خلالها عشرة انتصارات كاملة، كما تأهلت إلى نصف نهائي دوري الأمم في أكتوبر حيث تلاقي إسبانيا.

وأنهت إيطاليا تحضيراتها لنهائيات كأس أوروبا، بأفضل طريقة من خلال الفوز الكبير على ضيفتها تشيكيا 4-صفر الجمعة الماضية، في مباراة ودية أقيمت في بولونيا.

ويشيد المراقبون بتطور مستوى المنتخب الإيطالي منذ أن تولى روبرتو مانشيني (56 عاما) المهمة في ماي 2018.

وتدين إيطاليا بقيادة مانشيني بفوزها السابع تواليا، منذ تغلبت على بولندا 2-صفر في نونبر ضمن دوري الأمم الأوروبي، وبحسمها مواجهتها الأولى مع تشيكيا منذ تغلبها عليها 2-1 في شتنبر 2013 ضمن تصفيات مونديال 2014، إلى تشيرو إيموبيلي (23) ونيكولا باريلا (42) ولورنزو إنسينيي (66) ودومينيكو بيراردي (73) الذين سجلوا الأهداف الأربعة.

والأكيد أن إيطاليا اتخذت كافة التدابير لحماية اللاعبين والمتفرجين على حد سواء، لكن الأمر الذي لم يحسم بعد هو مدى تأثير انتشار العدوى على التجمعات العفوية أو المنظمة خارج الملاعب على مستوى القارة الأوروبية، من أجل القيام رفقة الأصدقاء، الجيران أو أفراد العائلة بمتابعة مباريات كأس أوروبا التي تنتهي في 11 يوليوز المقبل.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...