هل أضحت فاكهة ” لافودكا ” تهدد الأمن الغذائي للمغاربة..؟

يبدو أن ندرة المياه وتوالي سنوات الجفاف، وأزمة العطش، عوامل كلها بدأت تحرك الكثيرين، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت عبارات غاضبة من السياسة الفلاحية، والتي أعطت الأولوية للمنتجات التسويقية المرتبطة بزراعة وإنتاج الفواكه المعدة للتصدير، “كالأفودكا”، الفاكهة التي يزداد عليها الطلب عالميا، وتستهلك كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب، الشيء الذي يندر بأزمة عطش كبيرة، خصوصا إذا علمنا أن 1 كيلوغرام من الأفودكا يستهلك من مياه الشرب ما تستهلكه أسرة مكونة من 5 أفراد ولمدة شهر، مقابل تجاهل الأساس والذي يمكن من تحقيق الأمن الغذائي للمغاربة، ويتواجد  بموائدهم باستمرار، ألا وهو خبز القمح، وبعبارة أوضح الحبوب بمختلف أصنافها.

وللإشارة، فإن  موقع“ غلوبس”، قال أن شركة“ مهادرين ”الإسرائيلية، استثمرت في زراعة فاكهة“ الأفوكادو ”بالمغرب وذلك بشراكة مع شركة مغربية رائدة في هذا المجال، حيث بلغت مساحة الاستثمار ما يقرب 455 هكتارا.

ويتوقع أن يتم إنتاج 10.000 طن من“ الأفوكادو ”سنويا، على أن يتم تصديرها سيتم للأقطار الأوربية؛ وهو مادفع برواد مواقع التواصل الاجتماعي للاستفسار: هل نملك ما يكفي من المياه الجوفية والبيئة الصالحة لتحقيق كل هذا الإنتاج!

وكان” خالد السطي” المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، قد طالب نزار بركة، وزير التجهيز والماء  سابقا  بالتحول عن الزراعة التصديرية إلى التركيز على الزراعة الأساسية؛ مُستندا على“ أحد الخبراء، بالقول إن امتصاص فاكهتي“ الدلاح ”و ”لافوكا ”حاجيات 3 ملايين مغربي من الماء، بينما زراعة الحبوب والقطاني تندرج في إطار الأمن الغذائي للمغاربة، مما يساهم في عدم ارتهان المغرب للخارج”.

هذا، ودعا السطي في أحد جلسات الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، إلى العمل على تعميم تحلية مياه البحر واستغلالها في الزراعة والصناعة وتعميم سقي المساحات الخضراء بالمياه المعالجة أو المياه المحلاة، وكذا إلى“ ربط المناطق التي تعاني من ندرة المياه بالمناطق التي تتوفر على وفرة أو بها سدود كبيرة عبر قنوات مائية”، مستدلا على ذلك بمعاناة التي يعيشعا إقليم تاونات،  الذي يضم أربعة سدود تحيط به، في حين أن سكانه ينظمون سنويا مسيرات ضد العطش.

كما دعا إلى التسريع بوتيرة إنجاز السدود التلية خصوصا في المناطق التي تعرف ندرة مائية، والصناعة وتعميم سقي المساحات الخضراء.

هذا، ويؤكد خبراء أن ظاهرة الجفاف تستوجب إعادة ترتيب الأولويات المرتبطة بالقطاع الفلاحي، بغية تفادي هدر المياه الصالحة للشرب في زراعات لا تعود بالنفع فقط على أصحابها، خصوصا في ظل ندرة المياه وتوالي التقلبات المناخية التي تندر بخطر أزمة مياه عميقة، أزمة تستوجب البحث عن حلول لتفادي الأسوأ والاهتمام أكثر بالزراعات التي تنفع الساكنة خصوصا الزراعة المرتبطة بالقمح والخضروات.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...