قطاع الصيد البحري بجهة كلميم وادنون

أبرزت مديرة الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين السمك، لمياء الزناكي ، خلال ندوة نظمت الأربعاء بطانطان، حول موضوع “تطوير الموارد البحرية”، أن قطاع الصيد البحري بجهة كلميم وادنون له من المؤهلات ما يجعل منه رافعة للتنمية بالمنطقة.

 

وأوضحت السيدة الزناكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذه الندوة المنظمة ضمن فعاليات الدورة الرابعة للقاءات المغربية – الفرنسية حول الأنشطة التنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي تنظمها (مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة) بتعاون مع (جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة)، وجهة كلميم وادنون، إلى غاية 24 شتنبر الجاري بمدن كلميم (19-20 شتنبر)، وطانطان (21 شتنبر)، والسمارة (22 – 23 شتنبر)، والعيون (24)، أن قطاع الصيد البحري يلعب دورا أساسيا في التنمية بالجهة بالنظر للإمكانات والمؤهلات الكبيرة التي يزخر بها، وما يتيحه من فرص وإمكانات قصد تطويره أكثر.

 

وأشارت إلى أن هذا القطاع يتوفر على ثروة سمكية مهمة تتطلب طرق جديدة للإنتاج وذلك بالاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض تكاليف الإنتاج ، مضيفة أن هناك عدة منتجات بحرية تصدر إلى الخارج ويتم تحويلها هناك لمنتوجات ذات قيمة مضافة عالية ، ولذلك ، تضيف السيدة الزناكي، فإن ابتكار طرق جديدة لتحويل وتثمين منتجات البحر يتطلب تضافر الجهود والاشتغال جماعيا بين القطاعين العام والخاص.

 

وخلال هذه الندوة ، التي أدارها رئيس مؤسسة فرنسا – المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة ، هوبير سيان ، الذي يقود وفدا فرنسيا يضم رجال وسيدات أعمال وشخصيات سياسية وثقافية، وأيضا أعضاء من جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، يقوم بزيارة لجهة كلميم وادنون في إطار جولة تشمل ، بالإضافة إلى كلميم وطانطان (19-21 شتنبر)، مدينتي السمارة والعيون(22-24 شتنبر)، قدمت السيدة الزناكي عرضا حول قطاع صناعات تحويل وتثمين منتوجات البحر، استعرضت خلاله التعريف بقطاع الصيد البحري الوطني وبمؤهلاته وخصائصه والإمكانيات الجديدة المتاحة لتطويره.

 

وبعد أن أبرزت الأهمية الكبيرة لهذا قطاع الصيد البحري في النسيج الاقتصاد الوطني، تطرقت السيدة الزناكي إلى تحديات القطاع المتمثلة أساسا في المحافظة على الثروة السمكية واستدامتها ، والرفع من مستوى إنتاجية الوحدات عبر التكوين ومواصلة تحديث قطاع الإنتاج، وكذا العمل على ابتكار منتجات بحرية جديدة وتحويلها وتثمينها باعتماد الطاقات المتجددة .

 

وأشارت من جهة أخرى، إلى أن هذه الندوة شكلت فرصة للتعريف بالمنتجات البحرية ، والبحث عن شراكات جديدة في مجال الصيد البحري لاسيما وأن هذا القطاع حاضر بقوة في اقتصاد الأقاليم الجنوبية ويحظى بمميزات ومؤهلات كبيرة.

 

كما قدمت لمحة عن الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين منتجات السمك ، مشيرة إلى أن من مهام هذه الأخيرة توحيد جهود المتدخلين في جانب اهتمامها ودعم ومواكبة الجمعيات المهنية العاملة في قطاع تثمين وتحويل منتوجات البحر والممثلة في قطاعات تصدير الأسماك وشبه مصبرات السمك، والأسماك المجمدة ، وتربية الأحياء المائية، ودقيق وزيت السمك ،وتحويل الطحالب البحرية .

 

من جهته، أكد عبد اللطيف مكريم، باحث متخصص في تثمين الموارد الطبيعية، في تصريح مماثل، أن قطاع الصيد البحري له مؤهلات كبيرة سواء في مجال الصيد أو بالنسبة للسياحة المرتبطة بالبحر، وهي إمكانات تجعل منه رافعة للتنمية ليس بجهة كلميم وادنون فقط وإنما أيضا بالأقاليم الجنوبية.

 

وأشار السيد مكريم، وهو عميد كلية العلوم بتطوان، إلى أن هناك فرصا متاحة لتطوير وتثمين منتجات البحر، ومنها العمل على عقد شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين وخاصة الفرنسيين لأن القطاع له مؤهلات يمكن تبنى عليها شراكات تتبناها مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة بهدف خلق مشاريع بالجهة.

 

كما أكد على ضرورة إدراج قطاع الصيد البحري كأولوية في كل البرامج التنموية الجهوية .

 

وخلال نقاش مفتوح عقب هذه الندوة، أكد عدد من أعضاء الوفد الفرنسي، بينهم هوبير سيان ، وجيلبير بوير، رئيس مجموعة “Qaltech” ، والعضو المؤسس لمؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة، على أهمية المؤهلات البحرية التي تزخر بها مدينة طانطان، معبرين عن “إعجابهم” بهذه الإمكانات الهائلة وأيضا بالموقع الاستراتيجي المهم للمدينة .

 

وقام أعضاء الوفد الفرنسي وجمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، على هامش هذه الندوة، بزيارة لميناء طانطان جاب خلالها مختلف مرافق الميناء وتلقى شروحات حول نشاط قطاع الصيد البحري بالميناء وإصلاح وصيانة السفن.

 

وتسعى تظاهرة اللقاءات المغربية-الفرنسية، التي تنظم هذه السنة تحت شعار “الخروج من الغموض”، إلى تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية والفلاحية والسياحية والثقافية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية، وكذا إماطة اللثام عن برامج التنمية الحضرية والصناعية والسياحية، فضلا عن الإنجازات الاستثنائية التي تشهدها هذه الأقاليم، والتي بعد أن كانت صحراوية، أضحت “اليوم، ومنذ ثلاثة عقود، فضاء للحياة والإنتاج والابتكار وتأكيد انتمائها للوطن الأم”.

 

وتتواصل أشغال هذه التظاهرة غدا الخميس بمدينة السمارة بتنظيم عدة أنشطة تستمر على مدى يومي 22 و 23 شتنبر الجاري ، ثم التوجه بعد ذلك نحو مدينة العيون للمشاركة يوم 24 شتنبر الجاري، في ندوة تحت شعار “الخروج من الغموض”.

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...