ضد “الطرف الثالث”.. أنقرة تدخل على خط الخلاف بين المغرب والجزائر

عاودت تركيا الحديث عن استعدادها للقيام بوساطة لحل الخلاف بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء الغربية، في خطوة يرى محللون أن أنقرة تسعى من خلالها إلى تعزيز  نفوذها في المنطقة.

وقال السفير التركي لدى المغرب، عمر فاروق دوغان، إن أنقرة مستعدة لتقريب وجهات النظر بين البلدين. وهو تصريح يدخل في إطار رغبة أنقرة في إيجاد موضع قدم لها في المنطقة ومنافسة فرنسا التي تزعج تركيا في مناطق “محطيها الإقليمي”، وفقا للمحللين.

وخلال مقابلة مع موقع “ماروك إبدو الدولي” بالفرنسية، قال السفير دوغان  “نحن نؤيد التنمية العادلة في المنطقة، ونحن مستعدون للمساعدة في عملية التقارب بين المغرب والجزائر”.

لا يستغرب المحلل التركي، طه أغلو، في حديث لموقع “الحرة” تصريح السفير، ويقول إن تركيا تربطها علاقات جيدة بكلا البلدين، لذلك فتصريح السفير يأتي في هذا الإطار، بحسب تعبيره.

لكن بالنسبة للدبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، فتركيا تدافع عن مصالحها قبل كل شيء.

مزاحمة فرنسا

ويقول زيتوت في حديث لموقع “الحرة” إن هناك بعدا دوليا للتحرك التركي وهو مزاحمة فرنسا التي ترى أن المنطقة مكان نفوذ تقليدي لها”.

ويشير زيتوت إلى أن التحرك التركي يأتي في ظل تراجع النفوذ الفرنسي واتساع نطاق حضور أطراف أخرى، وهي الصين وأميركا، ومؤخرا روسيا وتركيا.

ولم يسمِ السفير التركي في المغرب “الطرف الثالث” الذي قال إنه يستفيد من الصراع المغربي والجزائري، واكتفى بالقول “ما عليك سوى إلقاء نظرة على خريطة العالم بأسره ومشاكل الحدود بين البلدان كما هو الحال في إفريقيا، لمعرفة الكيانات التي تستفيد من هذا الوضع”.

ويذهب الناشط المحلل، وليد كبير، إلى أن العنوان الأبرز للتحرك التركي هو فرنسا، ويقول في حديث لموقع “الحرة” إن تركيا تهدف إلى إزاحة فرنسا من المنطقة وتلعب على البعد التاريخي لتحقيق ذلك.

وكان السفير التركي قال إن العلاقات بين المغرب وتركيا تعود إلى القرن التاسع عشر، فيما التواجد التركي في الجزائر يعود إلى فترة الإمبراطورية العثمانية.

وبالنسبة لكبير، فإن فرنسا تعتبر أن شمال أفريقيا وخاصة المغرب والجزائر، “حديقة خلفية” لنفوذها، وتركيا ترغب في منافسة باريس.

وفي أغسطس الماضي، استنكرت تركيا تعليقات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “غير المقبولة” و”غير الملائمة” بعد أن اتهم من الجزائر  “شبكات” تديرها تركيا وموسكو وبكين بنشر دعاية مناهضة لفرنسا في أفريقيا.

ودعا ماكرون خلال زيارة أغسطس الماضي إلى المستعمرة الفرنسية السابقة الشباب الجزائري والأفريقي “إلى عدم الانجرار” وراء “التلاعب الهائل” الذي تقف وراءه شبكات تديرها قوى أجنبية “في الخفاء”، تُقدّم فرنسا على أنها “العدو”. وأشار إلى تركيا وروسيا والصين، ناسباً إليها “أجندة نفوذ واستعمار جديد وإمبريالية”.

ويشير الدبلوماسي زيتوت إلى أن “باريس تزعج تركيا في اليونان وفي أرمينيا، وفي سوريا، ويبدو أن الأتراك يريدون إزعاج الفرنسيين في مناطق نفوذهم التقليدية” بحسب تعبيره.

وتعتمد تركيا في ذلك على علاقاتها الجيدة مع البلدين المتخاصمين، الجزائر والمغرب. ويقول زيتوت إن تركيا باعت للمغرب طائرات بدون طيار وهناك اهتمام جزائري لشراء طائرات بدون طيار من شركة تركية غير تلك التي تعاملت مع المغرب.

وتسلّم المغرب في منتصف سبتمبر طلبيّة أولى من الطائرات التركيّة المقاتلة بدون طيّار من طراز “بيرقدار تي بي 2″، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلّية عدّة عن منتدى “فار-ماروك”، وهو صفحة غير رسميّة للقوّات المسلّحة المغربيّة على “فيسبوك”.

بالنسبة للمحلل التركي، طه أغلو، فإن الاهتمام التركي بالمنطقة ليس جديدا، ويوضح أن نجاح أنقرة في الوساطة في الحرب الأوكرانية الروسية وأزمة الحبوب، “شجع أنقرة على محاولة نقل تجربتها إلى مناطق أخرى”، بحسب تعبيره.

ويسود التوتّر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصاً على خلفيّة ملفّ الصحراء الغربيّة، المستعمرة الإسبانيّة السابقة التي يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم.

وتعمّق الخلاف العام الماضي بين البلدين، بعد اعتراف الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربيّة، في مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.

www.alalam24.press.ma

المصدر :   www.alhurra.com

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...