. مقال في ناشونال إنترست يتحدث عن “مزايا” الاتفاق المغربي الإسرائيلي

يقول الإعلامي ومدير النشر أحمد الشرعي إنه بوصفه مواطنا مغربيا عمل لسنوات للتقريب بين اليهود والمسلمين المغاربة والإسرائيليين، شعر “بالفخر والامتنان” بعد إعلان أمس الأول عن إقامة علاقات دبلوماسية جديدة بين المغرب وإسرائيل، رغم تنديد كثير من المغاربة بالتطبيع.

ويضيف في مقاله بمجلة ناشونال إنترست (National Interest) أنه دهش أيضا من طريقتين انتقص بهما بعض النقاد من الاتفاقية أو واضعيها، وأنهم بذلك فقدوا جوانب رئيسية مما تعنيه الصفقة، في إشارة إلى الانتقادات الواسعة التي تعرض لها إعلان التطبيع داخل وخارج المغرب.

الانتقاد الأول، بحسب الكاتب، هو اعتبار الاتفاقية الجديدة مجرد إضفاء الطابع الرسمي على شراكة فعلية بين المغرب وإسرائيل تعود إلى 60 عاما، فيقول “في الواقع لقد ساعدت الدولتان بعضهما بعضا بشكل حيوي لعقود”.

ويضيف أن التعاون الاستخباراتي والأمني لم يساعد إسرائيل فقط في الدفاع عن نفسها في حرب 1967، والمغرب في الانتصار في حرب الصحراء بعد بضع سنوات، فقد أثبتت الدبلوماسية المغربية الهادئة دورها في تعزيز السلام بين مصر وإسرائيل، حسب قوله.

شراكة وتعاون
وهذه الشراكات المثمرة وغيرها، على حد قول الشرعي، تنبع بدورها من روابط الدم، إذ هناك مليون إسرائيلي من أصل مغربي، والملك محمد السادس عُين “أمير المؤمنين” لكل من اليهود والمسلمين في بلده، بحسب ما جاء في المقال.

علاوة على ذلك، عملت الحكومة المغربية في السنوات الأخيرة بشكل استباقي لإحياء بقايا الحياة اليهودية الأصلية، وكذلك تعزيز التقارب بين اليهود والمسلمين على مستوى العالم.

ويرى الكاتب المغربي أن الانتقال إلى العلاقات الرسمية لم يكن حتميا لأن “ثلث سكان المغرب حاليا يتماهون مع الحركات والأحزاب الإسلامية” التي تواصل رفض حق إسرائيل في الوجود. ويظل نشاط “مناهضة التطبيع” جانبا بارزا من ثقافتهم، التي وجدت تعبيرا لها قبل أقل من 5 سنوات في مشروع قانون برلماني يجعل من إشراك المواطنين الإسرائيليين بأي شكل من الأشكال جريمة.

وأضاف الشرعي أنه في نظام المملكة السياسي والنابض بالحياة والمتعدد الأحزاب، ستكون القيادة السياسية الثابتة ضرورية لمتابعة العملية الدبلوماسية، وضمان حصول الاتفاقية على دعم شعبي واسع.

وتابع الشرعي أنه ليس من الممكن فهم القرار الجديد “الرائع” للمملكة بشكل كامل دون الاعتراف بتحول محفز، ألا وهو الدور الذي لعبه مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر باعتباره “مشوشا مبدعا” لعقود من الاتفاقيات الدبلوماسية.

ومع كون المغرب الآن رابع دولة عربية تتوصل إلى شروط جديدة خلال أشهر عدة، اعتبر الشرعي أن رؤية كوشنر الإستراتيجية لمقاربة إقليمية -التي يستخف بها على نطاق واسع على أنها “ساذجة”- قد أثمرت، وأنه يتعين على صانعي السياسة دراسة واستخلاص الدروس من نهج كوشنر، حسب رأي الكاتب المغربي.

تبرير الاتفاق
والانتقاد الثاني للاتفاق، وفقا للمقال، يتعلق بالالتزام الأميركي الوارد في بيان البيت الأبيض بالاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء، وهي ضربة لانفصاليي البوليساريو الذين يريدون إقامة دولة مستقلة هناك.

وألمح الشرعي إلى أن السلام بين المغرب وإسرائيل سيجد بالتأكيد ساخطين منه داخل المملكة وخارجها. لكن “أساسه الراسخ” المتمثل في قرون من التاريخ المشترك سيضمن أنه يدوم أكثر من منتقديه، كما يقول.

وأضاف “علاوة على ذلك، فقد سئم ملايين الشباب في بلدي من أيديولوجيات التطرف وكراهية الأجانب، ويريدون الفرص والمنافع التي لا يمكن أن يجلبها إلا السلام والشراكة. إنهم يرون في إسرائيل شريكا قويا في تطوير اقتصادهم ونشر الفرص وتأمين مستقبل المغرب”.

وتابع الكاتب مبررا اتفاق التطبيع أن “الفلسطينيين من جانبهم يمكن أن يشجعوا تاريخ المغرب المتميز في دعم حقوقهم ورفاهيتهم. فبصفته رئيسا للجنة القدس في جامعة الدول العربية لمدة طويلة لم يفاجئ الملك محمد السادس أحدا بالاتصال بالرئيس محمود عباس ليؤكد له أن الاتفاق الجديد مع إسرائيل لن يؤدي إلا إلى تعزيز التزامه بحل الدولتين”.

ويجدر بالذكر أن اتفاق التطبيع يلقى تنديدا واسعا داخل المغرب من قبل شخصيات معارضة، فضلا عن الرفض الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر : ناشونال إنترست
شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...