في كتابها الصادر حديثا “نهاية العالم المسيحي”، تقول المؤلفة والفيلسوفة الفرنسية شانتال ديلسول إن الحضارة التي تعتمد أعرافها وقوانينها على العقائد المسيحية اضمحلت منذ نهاية القرن الـ20، إذ تراجعت المسيحية بوصفها مرجعية مركزية للقوانين والأعراف والأخلاق، في وقت انتصرت فيه الحداثة بعد هيمنة المسيحية لقرابة 16 قرنا.
وتعتقد ديلسول -مؤسسة معهد هانا أرندت للأبحاث- أن ما تسميه “بوادر انهيار الحضارة المسيحية” قد بدأت تتشكل منذ مدة طويلة، وتحديدا منذ التمرد على الأعراف والقوانين الكنسية في عصر النهضة، ثم خلال عصر التنوير، حيث دخلت المسيحية مرحلة صعبة عندما تطلبت الحداثة الاعتراف بحرية الضمير، وهو ما رفضته الكاثوليكية التي بقيت معادية لليبرالية والفردية. وهكذا على مدى قرنين من الزمان، حاولت المسيحية الحفاظ على تأثيرها ونفوذها، لكنها اصطدمت بمطالب التحديث وإطلاق الحريات الشخصية
عن الجزيرة