التحضير للمخيمات الصيفية ل2022

بعد نهاية المعرض الدولي للنشر والكتاب ستتجه الأنظار قريبا لأحد أهم البرامج الوطنية الموجهة لفائدة الطفولة المغربية إن لم يكن أهمها، بالنظر إلى حجم التعبئة – على جميع المستويات- التي يتطلبها تنظيم عملية التخييم. وجوابا على الأسئلة التي تـفضَّلتُم بِطرحِها، أود التأكيد – كما أشرتُ إلى ذلك داخل مجلس المستشارين على أننا سنحرص في تنفيذنا لهذا البرنامج، على العودة إلى روح ومغزى تنظيم المخيمات الصيفية المتمثلة في تمكين الأطفال المغاربة من مختلف مناطق المملكة، خاصة المنتمون للعالم القروي والمناطق النائية، من قضاء عطلتهم الصيفية التي تُـعتبر بالنسبة لبعضِهم تَـرَفاً لا يمكن تحقيقُه إلا بمثل هذه المبادرات؛ مع الالتزام بالتصدي لأية محاولة لاستغلال هذا البرنامج لخدمة أغراض سياسية أو جمعوية فئوية.

هذا، وقد أطلقت الوزارة، خلال شهر أبريل الماضي، العرض الوطني للتخييم بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، والذي يحدد: سقف الاستفادة، والهيئات المستفيدة، وشروط الاستفادة، ومجالات البرنامج الوطني للتخييم، وأجندة الاشتغال في إطار الاستعدادات والتدابير التي ينبغي اتخاذُها لتنظيم وإنجاح هذا الموسم.

ويمكن تحديد الإجراءات المتعلقة بالتحضير لتنظيم عملية التخييم فيما يلي:

تأهيل وإصلاح وتجهيز المخيمات: حيث تحرص الوزارة على صيانة وتهيئ فضاءات التخييم لتكون جاهزة لموسم الصيف، وطيلة فترات السنة، لاستقبال المستفيدين من عملية التخييم، ومن الدورات التكوينية واللقاءات الدراسية، تطوير وتحسين العرض التربوي للبرنامج الوطني للتخييم، وجعله آلية لتعميم الحقوق الدستورية للطفولة المغربية، والمساهمة في التنشئة الاجتماعية، وتعميم الترفيه التربوي في أوساط الطفولة، تكوين الأطر التربوية المشاركة في تنزيل البرنامج الوطني للتخييم، وتحديث مناهج التكوين وتنويع محاوره.

وفي ما يتعلق بمحور تطوير الترسانة القانونية والحكامة التدبيرية لبلوغ الفعالية المرجوة، فقد تم إحداث لجنة استشارية مركزية ولِـجن استشارية جهوية لتنزيل البرنامج الوطني للتخييم؛ وإعداد نصوص تنظيمية تحدد نوع الشهادات والدبلومات التي تُـمنَح في نهاية دورات مسلسل التكوين، وكيفيات وشروط َمَنْحِها والتصديق عليها وطنيا.

هذا، وقد واظبت اللجنة الاستشارية المركزية واللِّجان الجهوية على عقد اجتماعاتها كلَّ أسبوع للبَتِّ في طلبات المشاركة، وتحديد الجمعيات المستفيدة، والـحَصيص المخصَّص لها، والإجراءات والتدابير الضرورية لتأطير البرنامج، والتي تم اتخاذُها على المستويات المالية والإدارية والتقنية.

أما فيما يخص التغذية، ستعمل الوزارة على تعميم “دليل شروط الصحة والسلامة داخل المخيمات” الذي تم إعداده بتنسيق وتعاون مع وزارة الصحة، والذي سيساهم في تحسين جودة التغذية، خاصة بعد الرفع من القيمة التقديرية لمنحة التغذية الفردية من 30 الى 50 درهما بالنسبة للأطفال و60 درهما بالنسبة للشباب، بالإضافة الى توحيد الوجبات بالمخيم الواحد.

 

وسنقوم بالتصدي بقوة لأي محاولة للتلاعب بالجانب الغذائي لهؤلاء الأطفال.

وفي ما يتعلق بالنقل، ستعمل الوزارة على توفير خدمة النقل التكميلي لصالح الهيئات المشارِكة التي تستعمل القطارات من محطات العبور الى المخيمات، والتي ستشمل النقط التالية: طنجة، فاس، مكناس، الجديدة، تازة، وجدة ومراكش.

كما سيتم توظيف كل التقنيات التواصلية الحديثة لِتقاسُم المعلومات مع المستفيدين في حِينه، بما في ذلك الموقع الرسمي للوزارة والمنصة الرقمية الخاصة بالبرنامج (vacances.ma)، وشبكات التواصل الاجتماعي.

وتجدر الإشارة إلى أن الوزارة ستسهر على تفعيل المراقبة، من خلال زيارات منتظمة لمراكز التخييم عبر لجن وطنية وجهوية بل وحتى زيارات وزارية كما كنا نقوم بذلك يوميا بالمعرض الدولي للنشر والكتاب للوقوف على حسن سير الأمور والتأكد من استفادة الأطفال من كل حقوقهم.

جواب سؤال حول: تأهيل مراكز الاستقبال.

في البداية أود التذكير أن مراكز الاستقبال هي فضاءات تضعها الوزارة رهن إشارة الوفود الشبابية المغربية والأجنبية، المؤطَّرة والمنظَّمة، أثناء تنقُّلِها من أجل ممارسة أنشطتها المختلفة (الثقافية، الرياضية، …وغيرها).

ومراكز الاستقبال لا تقل أهمية بالنسبة لنا عن باقي المشاريع المتعلقة بتطوير دور الشباب والمراكز الثقافية والنوادي النسوية وبطاقة الشباب وغيرها، بل كل هذه المشاريع تدخل ضمن رؤية واحدة تهدف للنهوض بوضعية الشباب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. ومراكز الاستقبال جزء مهم منها بحيث أن ضمان الولوج إليها وتحديد تسعيرتها في أثمنة في المتناول وتطوير بنيتها التحتية والخدمات التي تقترحها سيشجع الشباب على التنقل والسفر واكتشاف جنوب بلاده وشماله والمساهمة في السياحة الداخلية بقوة.

وتتوفر الوزارة حاليا على 44 مركزاً للاستقبال، تصل طاقَـتُـها الاستيعابية الإجمالية إلى 2127 سريراً موزعة على مختلف أقاليم وجهات المملكة.

كما أن عدد من هذه المؤسسات يعرف بعض الإكراهات في تدبيرها بسبب الخصاص في الموارد البشرية، إضافة إلى إغلاق هذه المؤسسات وتوقفها لسنتين بسبب جائحة كورونا.

لكل الأسباب السابقة فإن الأولوية اليوم تتعلق بإعادة تأهيل هذه الفضاءات حتى تتمكن من تقديم خدمات في مستوى انتظارات الشباب، ولهذا أطلقنا برنامج تأهيل كافة مراكز الاستقبال خلال سنتي 2022 و2023.

ولتفادي أن تعود هذه المؤسسات للحالة الكارثية التي هي عليها اليوم فقد أعددنا تصورا جديد لتدبيرها بحكامة ونجاعة وذلك بإدراجها ضمن مصالح الدولة المسيرة بصورة مستقلة (SEGMA) والمشروع في طور الدراسة مع المصالح المعنية بوزارة الاقتصاد والمالية.

أما بخصوص توسيع شبكة مراكز الاستقبال، فستعمل الوزارة على دراسة مخطط مديري لإحداث مراكز استقبال جديدة؛ علما أن الوزارة تبقى دائما منفتحة لدراسة إمكانية المساهمة في أية مبادرة لإحداث مؤسسات الشباب بصفة عامة.

جواب سؤال حول : حصيلة المعرض الدولي للنشر والكتاب 2022

أشكركم بدايةً على الاهتمام الذي تولونه للمعرض الدولي للنشر والكتاب، والذي نجحت الوزارة في رفع تحدي تنظيمه هذه السنة في أحسن الظروف من جميع النواحي.

وجوابا على سؤالكم، أخبركم أن نجاح الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، جاء نتيجة للترتيبات المحكمة التي أعدَّتها الوزارة، ونتيجة للجهود الكبيرة التي بذلَها أُطر وموظفو الوزارة، ونتيجة للشراكة الناجحة مع السلطات المحلية، وأيضا للدعم والانخراط القوي لمجلس جهة الرباط سلا القنيطرة دون أن ننسى الصحافة الوطنية التي قامت بتغطية يومية لأحداث المعرض وقبلت شراكات مجانية مع الوزارة.

ومما لاشك فيه أن نسبة نجاح الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب كانت نسبة عالية، من خلال المؤشرات المرصودة، فإقبال الناشرين على المشاركة كان كبيرا، سواء من الناشرين المغاربة أو الأجانب.

وقد بلغ عدد المشاركين 712 عارضا، مثَّلوا 55 بلدا، وقـدَّم هؤلاء جميعا عرضا وثائقيا مهما ومتنوعا، أتاح للجمهور الذي تجاوزت أعدادُه 200 ألف زائر، فرصة اقتناء جديد الإصدارات، حيث تجاوزت المبيعات مليون ونصف مليون نسخة بمعنى 37% أكثر من النسخة الأخيرة وهو رقم قياسي مهم.

وفي ما يتعلق بالبرنامج الثقافي الذي واكب هذه الدورة، فقد شهِدت فضاءات الفعاليات تنظيم ندوات فكرية، وتقديم كتب، وحوارات بين الكتاب، وقراءات شعرية، بلغ عددها 138 نشاطا، ساهم فيها 457 متدخلا، إلى جانب الفعاليات الثقافية التي نظمتها المؤسسات المشاركة ومقاولات النشر العارِضة والتي بلغت 1052 نشاطا، بما يرفع المجموع العام إلى 1190؛ إضافة إلى فعاليات فضاء الطفل الذي عرف تنشيط 226 ورشة.

ويبقى المـؤشِّر الأهم هو الإشعاع الذي حقَّـقـتـه هذه التظاهرة الدولية الكبرى، التي تحتفي بالثقافة المغربية وبالثقافات الإنسانية، والإقبال الجماهيري الذي يؤكد أن المغاربة يُـقبِلون على القراءة وعلى الكِتاب حين يجدونه قريبا منهم، ومعروضا في إطارِ حَدث ثقافي جيِّد التنظيم، وفي فضاءٍ جذَّاب يقدِّم لهم مختلف الخدمات التي يحتاجونها.

وهذه المؤشرات تدفعنا إلى التفكير في تطوير العرض الثقافي وتعميم هذه التجربة على كل جهات المملكة، من خلال رؤية استراتيجية مبنية على الشراكة الناجعة بين مختلف المتدخلين وخاصة المجالس الجهوية التي يجب أن تنخرط معنا في تنظيم المعارض الجهوية للكتاب حتى نرفع من الجودة وندفع بتحقيق نوع من العدالة المجالية على مستوى العرض الثقافي.

جريدة إلكترونية مغربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...