الرباط .. ندوة دولية تقارب موضوع “اللسانيات والتنمية : مساهمات في تطوير المجال و المجتمع”

العالم24 – الرباط

انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط ، أشغال ندوة دولية في موضوع ” اللسانيات والتنمية : مساهمات في تطوير المجال و المجتمع ” ، تنظمها كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم، بشراكة مع جمعية جهات المغرب. ويشارك في أشغال هذه الندوة التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية 23 يونيو الجاري والمنظمة بتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و الابتكار، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، في إطار فعاليات الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، أساتذة باحثون من دول عربية مختلفة، وذلك بحضور عدد من الأساتذة و الطلبة الباحثين.

وفي كلمة له بهذه المناسبة قال السيد جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن هذه الندوة الدولية تتمحور حول اللسانيات وهو مجال من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية موضوعه هو اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية، ووظيفتها الأساس هي التواصل والتفاعل الاجتماعي وبها يتم نقل المعارف.

وأضاف السيد الهاني، أن المدخل الرئيسي لتطوير وتنمية مهارات المتعلمين، وجعلهم قادرين على التفكير في اللغة وبها، يتمثل في ضرورة إعادة النظر في مناهج تدريس اللغات، بالتركيز على الوظيفة التواصلية للغة في جانبيها الكتابي والشفاهي، مع التركيز على الجانب الوظيفي والعملي في استعمال اللغات.

من جهة أخرى، اعتبر السيد الهاني أن الإنسان يعتبر العنصر المحرك لعجلة التنمية، وبذلك فإن تطوير وصقل مهارات الأفراد يشكل المفتاح الذي يمكن المجتمع من بلوغ أهداف تنميته، مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي الذي يشهده العالم اليوم يوفر فرصة للإنسان في تطوره المعرفي والعلمي، غير أن التكنولوجيا قد تصبح خطيرة على الإنسان إذا لم يتسلح هذا الأخير بالتفكير النقدي الخلاق والتمكن من العلوم الإنسانية.

وأوضح أن التطور والنماء بمعانيه الإيجابية لا يمكن أن يتحققا إلا بالاهتمام بالسياسات العمومية، خاصة في مجالات التكوين والبحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، مبرزا أن هذه العلوم تهتم بملاحظة ودراسة وتحليل سلوك الأفراد في بيئتهم وطرق تفكيرهم وأنماط عيشهم. من جانبه قال السيد محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، في كلمة له، إن اللغات تعد رافعة من رافعات التنمية بكل أنواعها ومستوياتها لأنها أحد مفاتيح نجاحها أو فشلها، وهي مرآة للمجتمع وثقافاته المتعددة.

وأضاف أن هذه الندوة التي يشارك في أشغالها ثلة من الأكاديميين والطلبة الباحثين من أجيال مختلفة تعد مناسبة للتذكير بأن عملية التعليم والتعلم مسؤولية الجميع يتداخل فيها الجانب التربوي والنفسي والاجتماعي والديداكتيكي.

وأبرز بهذه المناسبة أهمية الجانب اللساني والنحوي في التعليم ، داعيا إلى تبني سياسة لغوية تستحضر التطورات العالمية في مجال التعلم والتكنولوجيا المعاصرة وتبسيط عملية تلقين الدرس النحوي في كل المراحل التعليمية بهدف تحديثه. بدوره قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار السيد عبد اللطيف الميراوي، إن اللسانيات أحدثت ثورة علمية في مجال الدراسات اللغوية منذ تأسسها على يد رائدها فيرديناند دي سوسير في مستهل القرن العشرين ، وتشبعت بتيارات ومدارس كان لها صدى بعيد في التأصيل للسانيات البنيوية والوظيفية والتواصلية والدلالية والسيميائية، كما أصبح لها شأن كبير في شتى المقاربات الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية.

ونوه السيد الميراوي في كلمة تلاها نيابة عنه السيد محمد غاشي ، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، بالمناسبة باختيار اللسانيات التنموية موضوعا لهذه الندوة ، وبطرحه على بساط النقاش العلمي والتأمل الفكري والبحث الأكاديمي باعتبار راهنيته وأهميته في تطوير المجال والمجتمع حيث سيتم على مدى ثلاثة أيام متتالية مقاربة الجوانب الجوهرية للموضوع في شموليته.

وأضاف أن اللسانيات في بعدها العملي تتخطى عتبة المفهوم النظري وتتجاوزه بانتهاج أدوات إجرائية وميكانيزمات فعالة تساعد الفاعلين في الممارسة التنموية على تطوير وتحديث الإطار المجالي وتنشيط الاشتغال الاجتماعي بدراسات لغوية تتوخى العمق في التحليل والدقة في التعبير والفعالية في التفكيك والتركيب والنجاعة في اقتراح الحلول والبدائل.

وأشار إلى أن هذه الندوة الدولية تنسجم مع توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الفكري واستراتيجيتها الرامية إلى جعل القضية اللغوية في صلب مشروع إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي واعتبارها أداة أساسية لأي تنمية مجالية ومجتمعية.

بدوره قال ممثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل في هذا اللقاء، السيد محمد بن يعقوب (مدير الفنون بالوزارة) ، إن هذه الندوة تأتي في وقت تعرف فيه مدينة الرباط نشاطا ثقافيا متميزا بعد ما يقارب سنتين من جمود الأنشطة الثقافية بسبب جائحة كوفيد 19 ، كما تأتي والرباط تحتفل باختيارها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2022 ، حيث ستحتضن عدة تظاهرات ثقافية وطنية ودولية ، وتهم هذه الأنشطة كل مجالات الإبداع والفكر والموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية والسينما ، إضافة إلى تنظيم معارض ولقاءات، مشيرا إلى أن هذه الندوة من شأنها أن تعزز العرض الثقافي بمدينة الرباط وتزيد من إشعاعها. أما ممثلة جهة الرباط سلا القنيطرة، السيدة رشيدة فاضل، فقالت بهذه المناسبة، إن هذه الندوة تأتي في إطار فعاليات الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، منوهة باختيار “اللسانيات والتنمية” موضوعا لهذه الندوة الدولية لما يكتسيه هذا الموضوع من أهمية حيث أن اللسانيات أداة للتواصل والتعليم ولها دور أساسي في تحقيق التنمية على جميع المستويات.

يذكر أن الجلسة الافتتاحية تناولت موضوعي “تاريخ العربية والتوراة العبرية”، و”اللسانيات الوظيفية وتجديد النحو العربي”، ويتضمن برنامج هذه الندوة جلسات علمية أخرى تتناول على التوالي مواضيع “بين المعرفة اللغوية والمعرفة اللسانية”، و”محاولات تجديد النحو بني الخلفية التراثية والخلفية اللسانية”، والنحو العربي: مقاربات إبستمولوجية”.

كما تتناول هذه الجلسات مواضيع “ديداكتيك النحو ” و”قضايا وإشكالات لغوية بينية” و”المقاربات المعرفية والحاسوبية”، و”مقاربات لسانية حديثة” (التركيب)، و”مقاربات لسانية حديثة” (صرافة وصواتة).

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...